الأحد، 20 ديسمبر 2015

علم طلال درجاني، "بين ستانيسلافسكي ومايرخولد" The science of TALAL DARJANI, between Stanislavski and Meyerhold

بقلم رولا عزار دوغلاس/ (منقول عن الفرنسيّة)
د. ماريّا كريستي باخوس مع البروفسّور طلال درجاني، في 29 تشرين الثاني 2015، يوم توقيع كتابها "طلال درجاني: جدليّة ستانيسلافسكي ومايرخولد 1/2"، في  معرض الكتاب العربي
Dr. Maria Christie BAKHOS with Pr. Talal DARJANI on november 29 2015, in the launching of her two-volume book "TALAL DARJANI, The Dialectic of Stanislavski & Meyerhold"- Arab book fair

أيمكن أن نقول أن هذا الصحفيّ أو ذاك الجرّاح جيّد بالنسبة للبنان؟ كلا. كذلك الأمر بالنسبة للسينما، ليس من عملٍ جيّدٍ بالنسبة للبنان. ثمّة أعمال جيّدة وأخرى سيّئة، هذا ما تعلنه ماريّا كريستي باخوس، أستاذة متفرّغة في الجامعة اللبنانيّة، معهد الفنون الجميلة، وقد انتهت من توقيع كتابها الجديد بعنوان: "طلال درجاني: ستانيسلافسكي ومايرخولد" الصادر بجزءين عن دار الفارابي.
هي دراسة علميّة طويلة النفس، عنيت بها الباحثة الشابّة منذ سنوات دراستها الأولى في فترة الإجازة، وقد شكّلت جوهر الأطروحة التي أعدّتها لنيل شهادة الدكتوراه وقد نالتها من جامعة الروح القدس الكسليك عام 2012 بدرجة مشرّف جدّاً مع تنويه اللجنة.
تسلّط الباحثة الضوء على الرؤية التقدّميّة والثوريّة التي اعتمدها البروفسّور طلال درجاني في أعماله المسرحيّة وقد نجح في الإدماج بين منهجيّ رائديّ التربية المسرحيّة، ستانيسلافسكي ومايرخولد بعدما اعتبرا متناقضين على امتداد فترات طويلة من الزمن، حيث تكشف باخوس عن مفاتيح التجربة الناجحة التي خاضها هذا المخرج والباحث اللبناني. هي تظهر وتشرح تطوّر أسلوبه الذي شكّل مدرسة جديدة قادرة على انتشال المسرح اللبناني والعربي وإعادة احيائه. كما تعتبر أن "الإدماج بين ستانيسلافسكي ومايرخولد ليس مجرّد إمكانيّة وإنّما هي ميزة أيضاً. إن مقاربة البروفسّور درجاني تبتكر الحلول لعدد من المعضلات ما كان لغيره من المخرجين أن يحلّها بغير أسلوب الإدماج ذاك". وهي تؤكّد: "لقد حظيت بفرصة العمل مع البروفسّور درجاني كممثّلة في البداية، وبعدها كمساعدة مخرج. وأنا أجد أنه من واجبي نقل ما اختبرته مع هذا المخرج العالميّ الكبير الذي اختار العمل في لبنان."
يتمتّع البروفسّور درجاني حسب الباحثة بميزة إضافيّة تكمن في اهتمامه بأعمال الأدباء اللبنانيّين الكبار. "لقد دأب على مسرحة الأدب اللبناني بشكل خاص، إن على الخشبة الجامعيّة أو في عروضه المسرحيّة أمام الجمهور العريض. وقد وضع جبران خليل جبران، مارون عبّود، يوسف حبشي الأشقر، أمين معلوف، فؤاد كنعان، ميخائيل نعيمة وغيرهم.. وجميعهم أدباء لبنانيّون كبار غابوا عن قنواتنا التلفزيونيّة." 
يعود اهتمام ماريّا كريستي باخوس بالمسرح إلى زمن بعيد، ما دفعها إلى اكتشاف جزء كبير ممّا أنجز من دراسات في هذا الشأن باللغة العربيّة كانت، بالفرنسيّة أو بالإنكليزيّة. ويشكّل كتابها مرجعاً متكاملاً، ملموساً وعمليّاً للطلاب وكذلك للمتخصّصين في الفنّ الدرامي. "هو يعالج الإخراج وإدارة الممثّل والميزانسين والسينوغرافيا بالإضافة إلى الكتابة الدراماتورجيّة وإعداد النص". كما يمكن لهذه الدراسة أن تعني الجمهور العريض كونها تقدّم المفاتيح لصقل تذوّقهم الفنيّ للأعمال المسرحيّة.
في إطار حديثها عن الصعوبات التي واجهتها في عملها البحثيّ تثير الباحثة إشكاليّة النقص في المراجع العمليّة في اللغة العربيّة، ما دفعها إلى اختيارها هذه اللغة لإنجاز دراستها.
ماريّا كريستي باخوس التي تعمل حاليّاً على دراسة أخرى متعلّقة بفنون العرض، التذوّق الفنّي للجمهور وكذلك العلاقة بين المبدع والمتلقّي، تؤكّد على الدور الكبير الذي بإمكان الأدب أن يلعبه بشكل عام والمسرح بشكل خاص في تحوّل المجتمعات.
وهي تشير إلى أنه "إذا ما نظرنا إلى الماضي فنحن نرى أن حضارات برمّتها قد تأسّست وقيم قد تبدّلت وثورات قد تمّت ومفاهيم ترسّخت في المجتمع بفضل الأدب وخاصّة المسرح". وهي تختم بمرارة ناقضةً المعالجات السطحيّة في غالبيّتها للمواضيع الاجتماعيّة المنقولة إلى مجتمعنا بطريقة شاذّة: "في لبنان، ثمّة مشكلة كبيرة طبعاً باستثناء أعمال البعض من المخرجين الكبار، تكمن في أن الأعمال الدراميّة اللبنانيّة سينمائيّة كانت، تلفزيونيّة أو مسرحيّة لا تعالج أيّاً من المواضيع المحرّمة أو الإشكاليّات الحقيقيّة أو أيّ ممّا تعانيه حقّاً مجتمعاتنا."
لوريان لو جور، الجمعة في 18/ 12/ 2015  


La science de Talal Darjani, « entre Meyerhold et Stanislavski »
http://www.lorientlejour.com/article/960877/la-science-de-talal-darjani-entre-meyerhold-et-stanislavski-.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق